محمد بوشايت يكتب.. الثقافة الحسانية فن وإبداع قبل المصلحة الشخصية

في مجال الفن والإبداع، وبالتحديد في الثقافة الحسانية، هناك من يسيئون استخدام هذه الثقافة لأغراض شخصية ضيقة، بدلاً من العمل على تعزيزها وتطويرها. هؤلاء لا يرون في الفن وسيلة للتعبير الثقافي أو للإثراء الاجتماعي، بل يستخدمونها كأداة لتحقيق مصالحهم، سواء لزيادة ثرواتهم أو توسيع دائرة شهرتهم على حساب أصالتها. من المؤسف أن هذا التحريف غالبًا ما يأتي من داخل أبناء هذه الثقافة الذين كان يجب أن يكونوا أول من يحميها ويصونها. بدلاً من ذلك، يتحولون إلى أدوات لتشويه معاني الثقافة الحسانية، مغلفين أعمالهم بمظاهر فارغة لا تعكس جوهر الإبداع الحقيقي.
ما يثير القلق أكثر هو أن هؤلاء لا يتوانون عن إخفاء عيوب أعمالهم، ويحولون الفن إلى منتج استهلاكي لا يضيف جديدًا للثقافة الحسانية. بدلاً من تحسين الجوانب الفنية وتطوير الإبداع، يتم اللجوء إلى أساليب تلاعب وتزوير، مثل الإخراج السطحي أو تحريف السيناريو. علاوة على ذلك، لا يترددون في إقصاء النقد البناء، مما يمنع كشف عيوب أعمالهم أو إصلاحها.
هذه الممارسات لا تقتصر على تحريف الثقافة، بل تشمل أيضًا تشويه سمعة أولئك الذين يسعون إلى التصحيح والتطوير. ففي محاولة للحفاظ على مصالحهم، يسعى هؤلاء لتشويه صورة المبدعين الحقيقيين من أبناء الثقافة الحسانية من خلال أساليب خبيثة تهدف إلى تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام. وهذا يعيق تقدم الثقافة الحسانية ويعزز الفساد داخلها.
لن توقفنا محاولات إقصائنا أو تشويه صورتنا. سنواصل الدفاع عن حقوقنا بكل قوتنا لأننا نؤمن بأن الحقوق يجب أن تُعطى لأصحابها الحقيقيين. حان الوقت لتصحيح المسار وإعطاء الفرصة لأبناء الثقافة الحسانية الغيورين وأصحاب التخصص في هذا المجال. لا ينبغي أن تُمنح الفرص لأولئك الذين يسعون وراء المكاسب الشخصية فقط، مستفيدين من المال العام على حساب من هم أحق بالفرص.
الوقت قد حان لتحقيق التوازن ومنح المكانة للمبدعين الحقيقيين الذين يسعون للحفاظ على هوية الثقافة الحسانية وتطويرها. يجب أن نعيد الاعتبار لأبناء الثقافة الحسانية الأصليين، ونوقف التهميش والإقصاء الذي يطالهم من بعض الدخلاء.