الخطاط ينجا: حارس الذاكرة الجماعية لجهة الداخلة وادي الذهب

بقلم : خدة اهل الشيخ
في ظل التحولات الحضارية المتسارعة التي تهدد بطمس معالم التاريخ وإضعاف الارتباط بجذور الهوية، يبرز السيد الخطاط ينجا، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، كرمز للقيادة الواعية التي تسعى جاهدة للحفاظ على الذاكرة الجماعية للجهة. هذا الدور ليس مجرد التزام إداري أو شكلي، بل هو رسالة وطنية تعكس إيمانه العميق بأهمية التاريخ في صياغة الحاضر واستشراف المستقبل.
لقد جسّد السيد ينجا رؤيته في سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى توثيق تاريخ الجهة وإحياء تراثها، ومن بين أبرز هذه الجهود، الاحتفاء بذكرى معركة لگلات الخالدة، التي تعد رمزاً للمقاومة والشجاعة ضد المستعمر الفرنسي والإسباني في عام 1958، تحت قيادته، أصبحت هذه الذكرى محطة بارزة في أجندة الجهة، حيث يتم تنظيم فعاليات تليق بمكانة هذه المعركة البطولية، لتكون أكثر من مجرد مناسبة احتفالية، بل فرصة لغرس قيم التضحية والوحدة الوطنية في نفوس الأجيال الناشئة.
حرص الخطاط ينجا على أن تكون ذكرى معركة لگلات حاضرة بشكل دائم في وجدان المجتمع المحلي، من خلال توثيق بطولات المجاهدين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، وضمن هذه الجهود، تم تسليط الضوء على أحداث المعركة وتضحيات أبطالها عبر برامج ثقافية وإعلامية تُعيد إحياء مآثر المقاومة، مع إبراز السياق التاريخي والاجتماعي الذي شكل تلك المرحلة.
ولم تقتصر جهوده على تخليد البطولات فقط، بل شملت أيضاً دعم المشاريع الثقافية التي تهدف إلى حفظ التراث المحلي بشقيه الشفهي والمكتوب. وشملت هذه المشاريع توثيق العادات والتقاليد الأصيلة التي تمثل هوية الجهة، ما يضمن بقاء هذا الموروث حياً ومصدر إلهام للأجيال القادمة.
بهذا النهج، يعكس الخطاط ينجا فهماً عميقاً لدور التاريخ في بناء المجتمعات، حيث تتجسد قيادته في عمل دؤوب لتثبيت دعائم الهوية الوطنية وتعزيز ارتباط الأجيال بتاريخهم المشرف، إن ما يقدمه من جهود في الحفاظ على ذاكرة جهة الداخلة وادي الذهب يُمثل نموذجاً ملهماً للإدارة التي تجمع بين الالتزام الوطني والرؤية المستقبلية، لتبقى الذاكرة الجماعية حية، نابضة بالمعاني والقيم، ومحفزاً دائماً للتقدم والبناء.