إثارة واسعة للرأي العام بالعيون تضامنًا مع ذوي الهمم بعد حادثة بمطار الحسن الأول
العيون / خليل فزازي
أثارت واقعة إنسانية مؤلمة بمطار الحسن الأول بمدينة العيون موجة واسعة من الاستياء والتضامن في صفوف الرأي العام المحلي والجهوي، عقب تداول صورة لسيدة من ذوي الهمم وهي على كرسي متحرك، تحمل من طرف أربعة أشخاص على سلم الطائرة، في مشهد صادم أعاد إلى الواجهة إشكالية ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها النقل الجوي.
وحسب ما تم تداوله، فإن الحادثة تعود إلى تقاعس إدارة المطار عن توفير منصة هيدروليكية مخصصة لنقل المسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الطائرة، وهو ما اضطر طاقم الطائرة وبعض المسافرين إلى التدخل بشكل ارتجالي، في غياب شروط السلامة والكرامة التي تكفلها القوانين الوطنية والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
الواقعة خلفت ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر نشطاء وفعاليات مدنية عن استنكارهم لما وصفوه بـ“الإقصاء الممنهج” و“الاستخفاف بكرامة ذوي الهمم”، مطالبين بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات، وضمان عدم تكرار مثل هذه المشاهد التي تسيء لصورة المدينة ولمستوى الخدمات العمومية بها.
كما دعت جمعيات مهتمة بقضايا الإعاقة إلى ضرورة احترام مقتضيات الولوجيات داخل المرافق العمومية، خاصة المطارات، معتبرة أن توفير التجهيزات الضرورية، من منصات هيدروليكية وممرات خاصة، ليس امتيازًا بل حقًا أصيلاً يكفله الدستور المغربي والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صادق عليها المغرب.
وفي ظل هذا الغضب المتصاعد، طالب عدد من المتتبعين إدارة مطار الحسن الأول ووزارة النقل واللوجستيك بالتدخل العاجل لتدارك الخصاص، واتخاذ إجراءات عملية تضمن تنقلًا آمنًا ولائقًا لذوي الهمم، بدل الاكتفاء بالوعود أو الحلول الظرفية.
وتبقى هذه الحادثة جرس إنذار حقيقي يستدعي إعادة تقييم مستوى جاهزية البنيات التحتية بالجهة لاحترام كرامة جميع المواطنين دون استثناء، وترسيخ ثقافة الإدماج والمساواة، بعيدًا عن كل أشكال التهميش أو الإهمال.