الجالية اليهودية المغربية تنفي الشائعات وتجدد تمسكها بالوحدة الترابية

أصدرت الجالية اليهودية المغربية بيانا بعد تداول مقطع فيديو أساء للجالية اليهودية بمدينة مراكش، حيث وضحت بعض المغالطات وعبرت عن انتماءها وتشبتها بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، وهذا نص البيان..
على إثر تداول مقطع فيديو يهدف بوضوح إلى الإساءة للجالية اليهودية بمدينة مراكش، فإننا نرى من الضروري توضيح بعض الحقائق التاريخية والرد على الادعاءات المغلوطة التي وردت في هذا المقطع.
يتعلق الأمر بشخص يقدم كمرشد سياحي وشاب مطلع على تاريخ المغرب، عبر عن استغرابه لغياب تسمية “الصحراء” باللغة العربية في خريطة قديمة معروضة داخل فضاء تراثي يهودي، مستنتجا من ذلك طعنا في الانتماء الوطني للجالية اليهودية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخريطة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، وتحمل عنوانا صريحا: “خريطة الاستيطان اليهودي بالمغرب”، وهي وثيقة تاريخية توثق أماكن تواجد الجماعات اليهودية آنذاك. وحسب ما هو ثابت لدينا، فإنه لم يكن هناك أي تواجد لليهود المغاربة في الأقاليم الجنوبية في تلك الفترة، وهو ما يفسر غيابها عن هذه الخريطة. وعليه، فإن الخلط بين وثيقة تاريخية تعنى بالوجود الجماعاتي، وخريطة سياسية حديثة، يعد إما جهلا بالتاريخ أو تحريفا متعمدا للحقائق.
إن ما تضمنه هذا الفيديو من تأويل مغرض لا يخدم سوى أجندة تسعى إلى الطعن في وطنية جالية يهودية مغربية عرفت بولائها العميق لوطنها وللعرش العلوي المجيد. ويشهد التاريخ على مشاركتهم الفاعلة في المحطات الوطنية الكبرى، وعلى رأسها مشاركتهم في المسيرة الخضراء سنة 1975، استجابة لنداء المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، إلى جانب إخوانهم المغاربة. كما أن ممثلي الجالية اليهودية بمراكش شاركوا مؤخرا في الاحتفالات الرسمية المخلدة لذكرى هذه المسيرة في المدينة نفسها.

إن توظيف هذه الخريطة في سياق سياسي مشحون ومضطرب يعد سلوكا غير مسؤول، وإيحاء خطيرا بأن اليهود المغاربة غرباء عن الوطن، أو غير معنيين بقضاياه الوطنية، في حين أن الجالية اليهودية تشكل جزءا أصيلا من النسيج المغربي، تاريخا وحاضرا ومستقبلا.
وإننا، إذ نعبر عن أسفنا العميق لكون بعض الأصوات لا تزال تتجاهل أو ترفض الاعتراف بالإرث اليهودي المغربي، وتفضل نشر خطابات التفرقة والتشكيك، وعليه فإننا:
🔹 نجدد تمسكنا القوي والثابت بالوحدة الترابية للمملكة المغربية.
🔹 نؤكد أن الصحراء مغربية، وهذه الحقيقة لا تقبل التشكيك أو التأويل.
🔹 نفتخر بانتمائنا لهذا الوطن، ونشدد على أن هذه الحقيقة يتقاسمها جميع أبناء المغرب، مهما اختلفت أصولهم أو معتقداتهم.
عاش جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
عاش المغرب موحدا، متضامنا، متعايشا.
عاش التلاحم الوطني.
