الجزائر والبوليساريو: شراكة أم صراع؟ المواجهات الأخيرة تكشف الخلافات العميقة

انتشرت على مواقع صفحات التواصل الاجتماعي مشاهد مواجهات مسلحة بين وحدات من الجيش الجزائري وعناصر تابعة لمليشيات جبهة البوليساريو في محيط مخيمات تندوف، وهي المناطق التي تخضع إلى السيطرة الأمنية الجزائرية.
وفي هذا الإطار، تشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذه الاشتباكات قد تكون بداية لمرحلة جديدة، تتسم بتراجع الهيمنة الجزائرية داخل مخيمات تندوف، فبالإضافة إلى التحديات الأمنية تتزايد مؤشرات السخط الشعبي الجزائري تجاه استمرار دعم البوليساريو، والتي تحولت من قضية قومية في الخطاب الرسمي إلى ملف يثقل كاهل البلاد اقتصاديا وسياسيا.
هذه الحادثة تثير تساؤلات عميقة حول مستقبل العلاقة بين الجزائر وجبهة البوليساريو، وسط مؤشرات على أن البوليساريو لم تعد تكتفي بدورها التقليدي كأداة ضغط إقليمية في يد قصر المرادية، بل تحولت إلى عبء ثقيل على النظام الجزائري.
جدير بالذكر، أن هذه المواجهات قد تضع النظام الجزائري أمام خيار البحث عن تجنب الانزلاق نحو مواجهة شاملة قد تكون تداعياتها أكبر مما يمكن للنظام تحمله، وفي ظل هذا الواقع قد تجد الجزائر نفسها مضطرة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه دعم جبهة البوليساريو.