العسكر الجزائري يأمر البوليساريو بالاستعداد للمشاركة في مفاوضات مع المغرب على أساس حل الحكم الذاتي
أفادت مصادر خاصة لجريدة الصحراء ديسك بأن قيادة جبهة البوليساريو تلقت في الأيام الأخيرة تعليمات من المؤسسة العسكرية الجزائرية تقضي بالاستعداد للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات حول الصحراء المغربية، إلى جانب المغرب والجزائر وموريتانيا، وذلك تحت ضغط أمريكي متزايد للدفع نحو تسوية نهائية تنسجم مع قرار مجلس الأمن الأخير.
ووفق هذه المصادر، فإن واشنطن كثّفت اتصالاتها مع الأطراف المعنية، معتبرة أن استمرار الجمود لم يعد يخدم الاستقرار الإقليمي، خصوصا في ظل التحولات الجيوسياسية بالمنطقة وارتفاع المخاطر المرتبطة بالأمن والطاقة.
وتؤكد الإدارة الأمريكية أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تعد الإطار الواقعي والعملي الوحيد القادر على إنهاء النزاع الذي عمر لأزيد من خمسة عقود.
وتفيد المعطيات بأن المسؤولين الأمريكيين نقلوا رسائل واضحة للجزائر خلال الأسابيع الماضية، شددوا فيها على ضرورة التفاعل الإيجابي مع مسار التسوية الأممي، ووقف التعطيل الذي طبع المفاوضات منذ سنوات.
وذكرت المصادر ذاتها أن الجيش الجزائري، الذي يمسك فعليا بملف الجبهة، أصدر أوامر للبوليساريو بضرورة إبداء “مرونة” في المفاوضات المقبلة، والاستعداد للجلوس على طاولة واحدة مع المغرب وفق مرجعية الحكم الذاتي.
تجدر الإشارة أن هذا المستجد يأتي بعدما كرس مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير مركزية المبادرة المغربية كحل “ذي مصداقية وجدية”، داعيا الأطراف إلى الانخراط في عملية سياسية واقعية بعيدة عن الطروحات الانفصالية القديمة التي وصفها دبلوماسيون غربيون بـ“غير القابلة للتطبيق”.