الإثنين 3 نوفمبر 2025 - 17:09 جهوي

السمارة تتحول إلى ورش مفتوح للإصلاح والبناء

administrator

تعيش مدينة السمارة العاصمة الروحية للأقاليم الجنوبية للمملكة، خلال السنوات الأخيرة على إيقاع دينامية تنموية متصاعدة شملت مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، فقد أصبحت المدينة نموذجًا يحتذى به في تحقيق التنمية المحلية المندمجة، من خلال مشاريع نوعية تهدف إلى تحسين جودة الحياة اليومية للسكان، وتكريس موقع السمارة كقطب حضري صاعد في قلب الصحراء المغربية.

لقد تحولت السمارة إلى ورش مفتوح للإصلاح والبناء، بفضل المشاريع المهيكلة التي يشرف على إنجازها االمجلس الجماعي للمدينة بقيادة المهندس الشاب مولاي إبراهيم الشريف، في انسجام تام مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى جعل الأقاليم الجنوبية نموذجا متكاملا للتنمية المستدامة، يجمع بين الحفاظ على الهوية والثقافة الحسانية، والانفتاح على مقومات الحداثة وجودة الحياة.

وتتنوع هذه المشاريع بين تقوية البنيات التحتية وتوسيع شبكات الطرق والماء والكهرباء، وتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، كما يشمل هذا الورش الكبير برامج لتأهيل الفضاءات العمومية وتحسين المشهد الحضري، مما يجعل السمارة أكثر جاذبية للاستثمار وأكثر استقرارًا للسكان، إلى جانب إطلاق مبادرات طموحة تهدف إلى النهوض بمختلف المجالات بما يواكب التطور العمراني الذي تعرفه المدينة،

وفي هذا الإطار، واحتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، تعيش السمارة على وقع تدشينات للعديد من المشاريع والأوراش التنموية الهامة، حيث أُعطيت الانطلاقة الرسمية لعدد من المشاريع الكبرى، التي تعكس الرؤية الطموحة لجماعة السمارة في جعل التنمية واقعا ملموسا وليس مجرد شعار.

فقد شملت هذه المشاريع إطلاق شبكة إنارة عمومية حديثة تعمل بالطاقة الشمسية، في انسجام مع التوجه الوطني نحو الطاقات المتجددة، وإحداث ملاعب للقرب مجهزة تتيح لشباب المدينة ممارسة الرياضة في فضاءات آمنة ومهيأة، إضافة إلى بناء مسبحين مغطّيين بمعايير حديثة، وتهيئة ساحة “سيدي العالم الإدريسي” لتتحول إلى متنفس حضري يتيح للعائلات قضاء أوقات مريحة في فضاء راق يتوفر على كافة التجهيزات والمرافق.

وقد حرص المجلس الجماعي منذ انطلاق ولايته على توجيه الجهود نحو المشاريع ذات الأثر المباشر على المواطنين، عبر تأهيل الأحياء الهامشية وتحسين الإنارة العمومية وتعبيد الطرق، إلى جانب دعم المبادرات الاجتماعية والرياضية والثقافية التي تسهم في ترسيخ إشعاع السمارة كمدينة نابضة بالحياة، متجددة في رؤيتها، ومتمسكة بأصالتها.

كما أولى المجلس اهتماما خاصا بالبعد البيئي، من خلال إدماج مقاربة الاستدامة في جميع المشاريع الجديدة، سواء في تهيئة الساحات العمومية أو في أنظمة الإنارة والنظافة، بهدف جعل السمارة مدينة خضراء صديقة للبيئة، تعكس تطورا حضريا مسؤولا ومتوازنا.

ولم تغب الجوانب الثقافية والروحية عن هذا المسار، إذ تواصل السمارة أداء دورها التاريخي كـمنارة دينية وعلمية في الصحراء المغربية، ومركز إشعاع للثقافة الحسانية الأصيلة، من خلال احتضانها المنتظم لتظاهرات وندوات علمية وثقافية تستقطب الزوار والباحثين من مختلف أنحاء المملكة، إلى جانب احتضانها للعديد من المواسم الروحية.

وهكذا تواصل مدينة السمارة ترسيخ مكانتها كعاصمة روحية وقطب حضري متكامل في الأقاليم الجنوبية، تجسيدا للعناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، للأقاليم الجنوبية للمملكة، والجهود التي تبذلها الدولة بإشراف من المجالس المنتخبة، والتي جعلت المدينة ورشا مفتوحا، ونموذجا فريدا في التنمية والازدهار.


مقالات ذات صلة

عرض المزيد