ولد الرشيد والمواطنين: “حوار بلا حواجز”

يبرز رئيس جماعة العيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، كنموذج للتواصل البسيط والفعال، فببساطته المعهودة ظهر يوم أمس وهو يتجول بين الناس في الساحات والشوارع، يشاركهم فرحة العيد ويستمع إلى همومهم بقلب مفتوح، محولا مصافحاتهم إلى عهود ثقة، والكلمات العابرة إلى جسور متينة من الألفة بينه وساكنة جماعة العيون.
سلوك ولد الرشيد ليس مجرد مبادرة عابرة تضمر غايات حزبية أو انتخابية، بل هو نهج متكامل يعكس قرب المسؤول من نبض الشارع على مدار السنة، خاصة إذا ربطنا المشهد بتكراره في المناسبات الاجتماعية، والتظاهرات السياسية، وحتى في اللقاءات الأسبوعية، مثل مبادرة “الحوار المباشر مع المواطنين” التي أطلقها في وقت سابق كل يوم خميس بمقر جماعة العيون، هذه الخطوة لم تكن مجرد استجابة وقتية، بل تحولت إلى سياسة تواصلية ممنهجة، تهدف إلى كسر الحواجز بين الإدارة والمواطن.
بفضل هذا النهج التواصل الذي يعتمد القرب من المواطن، تمكنت جماعة العيون من ترسيخ ثقافة الحوار المباشر، وأصبحت لقاءاتها الأسبوعية منصة لتلقي الشكايات وطرح الحلول بشكل فوري، وهذا ما جعلها تحتل الصدارة على المستوى الوطني في مجال التواصل المجتمعي، حيث تحولت الشكاوى إلى مشاريع، والتفاعل إلى سياسة عمل، وهذا ما مكن جماعة العيون من الظفر بريادة وطنية في التواصل مع المواطنين.

في ذات السياق، ما قام به ولد الرشيد يتيح للبعض الحق في التساؤل حول استمرار هذه المبادرات في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي نعيشها اليوم، وتزيد من حاجة المواطن إلى ضمان استمرارية هذه القنوات التواصلية، لا أن تبقى مجرد حملات مؤقتة.
ولد الرشيد أثبت اليوم أن السياسة الحقيقية ليست في جمالية الخطابات السياسي ودغدغة عواطف المواطنين، بل في الاستماع الجاد، والتواصل اليومي مع الناس، فهل يكون نموذجه حافزا لمزيد من المسؤولين لاعتماد سياسة “الباب المفتوح”، أم سيبقى استثناء في عالم يزداد فيه البعد بين المسؤول والمواطن ويتسع معه هامش فقدان الثقة في المؤسسات والمسؤولين؟
جدير بالذكر، أن هذه المبادرة تعكس استراتيجية تسيير للشأن العام تعتمد القرب الاجتماعي، تتحول معها التفاعلات اليومية إلى أدوات لتعزيز الثقة وتخفيف التوترات الطبقية، ونجاحها الحقيقي يقاس بمدى انعكاس هذه الابتسامات والعهود على أرض الواقع في شكل سياسات تحسن حياة الناس كما هو الشأن مع ولد الرشيد، لا أن تبقى حبيسة الخطابات السياسة الانتخابية.
