السبت 22 مارس 2025 - 04:28 دولي

المينورسو تحت المجهر: هل تكون الخطوة الأمريكية نهاية لعقود من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية؟

administrator

تبرز قضية الصحراء المغربية كواحدة من أبرز الملفات التي تتطلب مراجعة جذرية لسياسات الولايات المتحدة تجاه منطقة شمال إفريقيا، ومع الاعتراف الأمريكي الرسمي بمغربية الصحراء في ديسمبر 2020، كان من المتوقع أن تتبع واشنطن إجراءات ملموسة تعكس التزامها بهذا التوجه الجديد.

لكن يبدو أن استمرار تمويل الولايات المتحدة لبعثة الأمم المتحدة المسماة (مينورسو) يطرح تساؤلات عديدة حول مدى تناسق السياسة الأمريكية مع مصالحها الاستراتيجية وحلفائها في المنطقة المغاربية.

وفي هذا الإطار، سلط مقال حديث نشره مركز الأبحاث الأمريكي “American Enterprise Institute”، لكاتبه “مايكل روبين” الضوء على التناقض الصارخ في الموقف الأمريكي.

وأشار الكاتب إلى أن استمرار تمويل المينورسو لا يتعارض فقط مع المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، بل يعتبر خيانة لحليف استراتيجي مثل المغرب، الذي ظل داعما ثابتا للسياسات الأمريكية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

مقال مايكل روبين أثار الوضع المأساوي في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، حيث تحتجز جبهة البوليساريو آلاف الصحراويين في ظروف إنسانية صعبة، وتستخدم الجبهة هذه المخيمات كأداة سياسية لإطالة أمد النزاع، إذ “يتم منع العائلات من العودة إلى المغرب، بل وتحويل المساعدات الإنسانية الدولية إلى السوق السوداء لتمويل أنشطة البوليساريو” حسب المقال.

وكشف المقال أيضا أن السلطات الجزائرية تمنح البوليساريو تفويضا كاملا لإدارة هذه المخيمات دون أي رقابة دولية، مما يشكل انتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الإنسانية.

وفي هذا السياق، اعتبر مايكل روبين في مقاله أن استمرار تمويل الولايات المتحدة لبعثة المينورسو بمثابة دعم غير مباشر لهذا الوضع غير القانوني، ، مما يمنح البوليساريو شرعية زائفة ويعيق أي حل واقعي للنزاع.

وتساءل عن “فائدة استمرار التمويل الأمريكي لبعثة المينورسو مستمرا، رغم أن هذه البعثة، منذ تأسيسها عام 1991، فشلت في تحقيق هدفها الأساسي بتنظيم استفتاء، ولم تنجح حتى في إجراء تعداد سكاني في الإقليم”، كاشفا أن “أفضل طريقة للعثور على مسؤولي بعثة (MINURSO) في الصحراء هي زيارة أحد الحانات في العيون أو الداخلة”.

كما أكد المقال ذاته،  أن “هذا التمويل يتعارض مع التوجهات الجديدة للولايات المتحدة في المنطقة، خاصة في ظل التزام المغرب بمسار الحل السياسي عبر مقترح الحكم الذاتي، الذي يحظى بدعم دولي متزايد”.

وشدد مايكل روبين على أن “الإدارة الأمريكية تمتلك الآن فرصة تاريخية لاتخاذ خطوة جريئة تتماشى مع مواقفها المعلنة. فوقف تمويل بعثة المينورسو لن يضع حدا لازدواجية المواقف الأمريكية فحسب، بل سيرسل رسالة واضحة بأن واشنطن تدعم حلا سياسيا واقعيا تحت السيادة المغربية”.

وأوضح كاتب المقال، أن هذه الخطوة ستظهر للعالم أن الولايات المتحدة لا تتسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، والتي تدار بدعم جزائري واضح، فاستمرار التمويل يعتبر مكافأة غير مباشرة لجبهة انفصالية تعيق أي حل نهائي للنزاع، وتنفذ أجندة النظام الجزائري على حساب استقرار المنطقة.

جدير بالذكر، أن وقف تمويل بعثة المينورسو أصبح ضرورة ملحة، وخطوة لن تساهم فقط في تسريع إنهاء نزاع الصحراء المفتعل، بل ستعزز الثقة بين واشنطن وحليفها المغرب، الذي أثبت على الدوام التزامه بحل سياسي عادل ومستدام تحت السيادة الوطنية.


مقالات ذات صلة

عرض المزيد