الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 - 19:59 ثقافة

محمد الداودي يكتب.. “قناة العيون الجهوية”

administrator

مناسبة الحديث هنا هي الذكرى العشرون للانطلاقة المحطة التلفزية قناة العيون الجهوية كتجربة إعلامية فريدة من نوعها ليس فقط على المستوى الوطني بل تتعداه إلى المستوى الافريقي .

تجربة تستحق وقفة تأمل بحكم السياق العام الذي جاء فيه مشروع إطلاق هذه القناة لاسيما الان بعد مرور عقدين من الزمن على هذه التجربة الاعلامية التي تستحق وصفها بالمتميزة شكلا ومظمونا. منذ البداية كان الإطار الذي حكم القناة كتوجه للدولة المغربية يروم تحقيق هدفين أساسين.

الأول هو التماهي عن طريق تكنلوجيا الاتصال للأجل التسويق للمناطق الصحراوية وابرار التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تحول معها وجه المنطقة بصورة شاملة.

وهو توجه طالما وجد ظالته في جميع الدفوعات السياسية التي تتناول قضية الصحراء المغربية من زاوية الدفاع عنها كملف يحظى بالاؤلوية القصوى في الدبلوماسية الرسمية للدولة .

الهدف الثاني… تحدد من خلال إبراز الموروث الثقافي والشعبي الذي تزخر به هذه المناطق على اعتبار انه جزء من الفسيفساء الثقافية المغربية الأصيلة التي تستمد قوتها ووحدتها من هذا التنوع الثقافي الجهوي والجغرافي الذي طالما مثل رمز وحدة وطنية متكاملة غنية بإمتدادها اللغوي المتنوع .

قناة العيون يمكن لنا القول بدون أدنى حرج أنها نجحت إلى حد بعيد خلال العقدين المنصرمين من تحقيق نسبة كبيرة من أسباب نزولها وتواجدها في المجال السمعي البصري الوطني بل تعدته إلى تحقيق نسب مشاهدة مهمة على المستوى الدولي واستطاعت بذالك أن تسوق للثقافة الحسانية كرافد اساسي من روافد الهوية الوطنية .

وإذا كانت كل تجربة ما ..إعلامية أو غيرها تجعل من ذكرى تأسيسها لحظة للتأمل والتقييم خصوصا بعد تجاوز هذا المولود سنه العشرون.

فلابد في اعتقادنا اليوم ان يتم تجديد الرؤية من خلال المحافظة على المكتسبات وتطوير الاداء على اعتبار أن المعركة التي من أجلها تم إنشاء القناة لازالت متواصلة ومستمرة بأساليب يلعب اليوم فيها الإعلام بشتى أنواعه دورا خطيرا جدا إذ من خلاله تتم صناعة الرأي العام ومن خلاله يتم توجيه الكثير من الأمور ذات الصلة بملف قضية الصحراء المغربية سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي.

وبالتالي فإن وقفت التأمل وجب أن لا تقف فقط عند مرحلة تقييم الاداء العام لما سبق بل وجب أن تتعداه إلى وضع مشروع متجدد للمنتوج العام لهذه القناة من خلال خريطة برامجها التي وجب توسيعها وتنوعها.

ومن خلال أيظا جعلها قناة للقرب لساكنة المنطقة تعبر عن تطلعاتهم وأهتمماتهم عن طريق مد هذه القناة بالوسائل اللوجيستيكية اللازمة لتحقيق هذا التوجه الذي يجب أن تقتنع به أولا الإدارة المركزية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.

والاكيد ان صدقية هذا التوجه تنطلق من ما أشار إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال خطابه الأفتتاحي للبرلمان الذي خصصه كاملا لقضية الصحراء بل دعى خلاله جميع مؤسسات الدولة بما فيها المجتمع المدني إلى المساهمة في الدفاع عن هذا الملف كل من زاوية اشتغاله ..

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر في مناسبة عشرينية هذه القناة فلابد من ذكر الاستاذ المرحوم الداه لغظف المدير السابق لهذه القناة الذي أشرف على بداية التأسيس وأشتغل وفق منهجية أعطت ثمارها من خلال الاعتماد على طاقات محلية شابة إستطاعت عن طريق عقلية الفريق أن تؤسس لجيل جديد من الصحافة لازال يثبت نفسه يوما بعد يوم .


مقالات ذات صلة

عرض المزيد